top of page

فلسفة التاريخ

  • histoirehec
  • Mar 26, 2015
  • 5 min read

فلسفة التاريخ هي فرع من فروع الفلسفة ، تهتم بمنحى التاريخ و مآل البشرية . و عبارة فلسفة التاريخ تنتمي الى القاموس الفرنسي philisophie de l’histoire و أول من استعملها هو المفكر الفرنسي فولتير (1694-1778م) في كتاب فلسفة التاريخ ثم راج فيما بعد هذا المفهوم في الفلسفة الالمانية و خاصة مع الفيلسوف هيغل (1770-1831م) و يمكن التمييز في فلسفة التاريخ بين تيارين كبيرين ، تيار أو مدرسة ينفي حتمية التاريخ و هو تيار يقول بالصدفة و التطورات غير المتوقعة أما التيار الثاني فيرى ان التاريخ يخضع لقوى محددة . يرى الفيلسوف الالماني شوبنهاور (1788-1860م) أن التاريخ لا يخضع لمنطق محدد فالتاريخ هو ثمرة الصدفة و اللامتوقع فشوبنهاور ينفي ايضا علمية التاريخ اي يزيل عن التاريخ صفة العلمية كمادة معرفية ، ذلك ان دوره ينحصر في ترتيب الاحداث بينما يتجلى دور العلم في الربط بين المسببات و توليد النتائج و يرى شوبنهاور ان الانسان لا يتطور بالقياس الى دوافع ثابتة . أما الاتجاه الثاني فيستند الى فكرة Téléologie تيليولوجيا ومعناه ذلك العلم الذي يهتم بالنهايات او بالمآلات البشرية و اصحاب هذا التيار يرون أن العالم هو نسق من العلائق بين الوسائل و الغايات ( التاريخ يسير نحو غاية معينة) فهذا التيار يستند إذن الى غائية . و إذا رجعنا الى التاريخ القديم و خاصة الى الفيلسوف ارسطو في كتابه " الاخلاق" كان قد تصور التاريخ ضمن فكرة " talos " ( النتيجة النهائية ) و بعد ارسطو يمكن الحديث عن الفلسفة الوسيطية و خاصة فلسفة سانت اوغسطين saint augustin : التاريخ هو تجسيد لارادة الله. و بالنسبة للاسلام ايضا يسجل نفس الفكرة ، كون ان اتجاه التاريخ البشري يرتبط بظهور الاسلام الذي يشكل انتقالا من مرحلة الى مرحلة اخرى اي مرحلة " الجهل او الجاهلية" اي مرحلة الوثنية الى مرحلة النور اي مرحلة اعتناق الاسلام و انتشاره في كل المعمور و بذلك في نظر المؤرخين و الفلاسفة المسلمين اتجاه التاريخ هو اتجاه للاسلام و نهاية هذا التاريخ هي نهاية عظمى مرتبطة بخلاص الآخرة . هذا بالنسبة للتفكير الوسيطي المسيحي و الاسلامي ، اما ابتداء من عصر النهضة باوربا و لا سيما عصر الانوار ، بدأت تتغير الافكار و تتفتح على العقل و تتحرر مما يقوله الدين و قد ارتبطت هذه الحركية الفكرية بثلاث محددات اساسية: أولا : التقدم ، الانهيار ، التراجع. في مرحلة الانوار هذه ( القرن الثامن عشر ) كان قد حصل نوع من التفاوت أو التباين بين المدرسة الفرنسية من جهة و المدرسة الالمانية من جهة ثانية . فخلال هذا القرن كان قد ظهر في فرنسا مجموعة من المفكرين و الفلاسفة منهم فولتير و ديدرو و كانت افكارهم عقلانية بالدرجة الاولى تستند الى ما هو مادي اما في المانيا فقد ظهر فلاسفة كرسوا جهودهم الفكرية للفلسفة الصرفة . و من أقطاب هذه الفلسفة الالمانية الصرفة ايمانويل كانط ( 1724-1804م) في كتابة فكرة التاريخ الكوني يرى ايمانويل كانط ان تاريخ البشرية هو تاريخ وضع بشري يتحسن بصفة تدريجية ( من لا شيء الى كل شيء) و قد حصل هذا التطور عبر مجموعة من العناصر اهمها اولا التفكير اي قدرة الانسان في مراحل معينة من التاريخ على استخدام العقل و التفكير في قضاياه اليومية و في المحيط الطبيعي الذي يعيش فيه . الجانب الثاني : القانون . و في نظر ايمانويل كانط يعد القانون عاملا اساسيا في التطور الذي حصل في تاريخ البشرية فقد تمكن الانسان على مر التاريخ من وضع مجموعة من التشريعات استطاع من خلالها الانتقال من وضع الفوضى الى وضع النظام . النقطة الثالثة : الانفتاح على الاخر ، و بعبارة اخرى "التواصل" و معنى ذلك ان الجماعات البشرية كان بامكانها ان تحقق تقدما ملموسا في حياتها الاجتماعية و التقنية بفضل الاحتكاك مع جماعات بشرية اخرى و هذا العامل الاساسي هو الذي يسميه المؤرخون بالتأثير الحضاري المتبادل . هذه الامور هي التي تلخص ما يسميه ايمانويل كانط بالمغامرة البشرية و في هذه المغامرة يكون الانسان تارة فاعلا بشكل واع و تارة اخرى يكون فاعلا بشكل غير واع . المثالية التاريخية من النظريات الاساسية التي يمكن ذكرها بخصوص فهم التاريخ من الناحية الفلسفية المثالية التاريخية كما يجسدها الفيلسوف الالماني هيغل و التي ترى بأن التاريخ هو تتويج للعقل و تحقيق تدريجي للافكار و الافكار الكونية . Georg wilhem friedirich hegel (1770-1831) . هيغل فيلسوف ألماني انتاجه الفكري لاحق على على فلسفة كانط و هو يعد من ابرز الفلاسفة المثاليين و قد كان اثره قويا جدا على الفلسفة المعاصرة . نشأ هيغل في عائلة بروتستانتية ، كان ابوه محاسبا و كانت امه تنتمي لعائلة من رجال القانون . تعلم في صغره اللغة الاغريقية و هذا ما مكنه من الاطلاع على كتب الفلاسفة الاغريق كأرسطو و أقلاطون و سقراط بلغتها الاصلية و بالاضافة الى اللغتين اللاتينية و الاغريقية تعلم هيغل في الصغر الرياضيات و الهندسة و من جهة ثانية استطاع هيغل في شبابه ان يقرأ كتب فلاسفة الانوار الفرنسيين ( في ق 18) مرحلة التكوين : ( 1788-1793 ) في سن الثامنة عشرة اهتم هيغل بالتاريخ و في هذه السنة 1788م استطاع هيغل ان يؤلف كتابا في الفلسفة تحت عنوان " مزايا قراءة الفلاسفة الاغريق " و في سنة 1790م الف كتابا آخر و هو في الاصل بحث في الاجازة تحت عنوان " العقل " ناقش فيه افكار الفيلسوف كانط . و بعد ذلك تابع هيغل دراسته العليا و تعمق في تاريخ الفلسفة و خاصة فلسفة افلاطون و فلسفة سبينوزا و فلسفة كانط . و معلوم أن هيغل في هذه المرحلة في حياته ( مرحلة التكوين) كان يعبر عن اعجابه بفكر الانوار و بالثورة الفرنسية حيث كان يتحدث كثيرا في الجامعة التي درس فيها عن مبدأي الحرية و المساواة ( المدنية ) علما انه كان معجبا بجون جاك روسو و تحديدا بكتابه " التعاقد الاجتماعي" و نجد لهذا التأثير الفرنسي صدى في كتابات هيغل و خاصة في كتابه " محاضرات في فلسفة التاريخ" ففي هذا الكتاب نعت هيغل الثورة الفرنسية ب " شروق الشمس " اذ اعتبرها تجسيدا لفكر الانوار الذي حمل مبادئ العقل و الحرية و المساواة المدنية و انهى هيغل مشواره الجامعي 1793م ببحث حول " تاريخ الكنيسة " يرى فيه ان المسيح رجل فاضل علم الناس الفضيلة و لا وجود في حياة المسيح لمعجزة او لأمور خارقة. 2- مرحلة المخاض الفكري : و نميز فيها من فترات : اهمها فترتان اساسيتان : فترة السرية : بمدينة بيرن و قد استمرت هذه المرحلة من 1793الى 1797 خلال هذه الفترة كتب هيغل مجموعة من الرسائل و المقالات تحت اسم مستعار وقف فيها الى جانب الحركات الثورية التي كانت تشتعل من حين لآخر في المانيا و في اوربا و التي كانت تدعمها فرنسا في عهد نابليون . فترة الاشتغال العلني : 1797-1800م: في فرانكفورت عقد هيغل علاقات وطيدة مع الفيلسوف فيشتة fichteen و مع السياسي الثوري اسحاق فون سانكلير isaac von sanclair و الجدير بالذكر ان هيغل ركز في هذه المرحلة من الناحية الفكرية على نقد الدين و من الناحية السياسية ناضل هيغل من اجل انتخاب القضاة من طرف الشعب و في سنة 1799م حصل هيغل على منصب استاذ مساعد بجامعة شتوتغارت . فترة النضج : سنة 1801م انتقل هيغل بعدما ناقش اطروحته الجامعية حول دوران الكواكب للعمل في جامعة inea إينيا رفقة الفيلسوف الكبير شيلينغ cheeling . في هذه المرحلة و لاسيما في سنة 1802م أسس هيغل رفقة شيلينغ رفيقه و استاذه مجلة فلسفية هامة هي مجلة النقد الفلسفي و في هذه المرحلة ايضا انتقل هيغل من الناحية الفكرية و بشكل واضح من نقد الدين الى نقد السياسة حيث كتب عن الدستور الالماني معتبرا ان الدولة في المانيا لم ترق بعد الى مستوى الدولة في فرنسا حيث كان يبدي اعجابا كبيرا في كتاباته بنابليون . يقول :" لقد رأيت الامبراطور نابليون ، انه لاحساس عجيب ان ترى شخصا تمتد سلطته على العالم ". و في هذه المرحلة أيضا سنة 1804م اصدر هيغل كتابه " فينومولوجيا العقل " phenomelogie de l’esprit . هذا الكتاب هو كتاب نظري صعب جدا لم يتمكن الفلاسفة من فهمه فهما عميقا الا في القرن العشرين و يهم هذا الكتاب دراسة الوعي البشري و بعبارة اخرى يهم دراسة حركة المعرفة او نشاط المعرفة اذ يعتبر هيغل ان جوهر الانسان هو التفكير . في سنة 1818م التحق هيغل بجامعة برلين و في هذه الجامعة كتب هيغل كتابه الشهير " مبادئ فلسفة الحق " principes de la philosophie سنة 1821م الذي عرض فيه نظريته السياسية المحددة للعلاقة بين الدولة و المجتمع . يقول كل ما هو عقلاني فهو واقعي و كل ما هو واقعي فهو عقلاني،اذ يبرر هيمنة الدولة على المجتمع.

banner.jpg


 
 
 

Comments


Who's Behind The Blog
Recommanded Reading
Search By Tags
Follow "THIS JUST IN"
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Google+ Basic Black
  • Facebook App Icon
  • Wix Twitter page
  • Wix Google+ page

Also Featured In

    Like what you read? Donate now and help me provide fresh news and analysis for my readers   

Donate with PayPal

© 2023 by "This Just In". Proudly created with Wix.com

bottom of page